أبو السريّ الخزرجي

أديب منسي

للأدباء حظوظ، وللنصوص كذلك، فبعضها مشهور سائر الذكر، والأدبية والمصنّفات منها، وهذا مغمور أو منسيّ. ولتلك الأحاظي (1) أسباب، منها النبوغ، وطرافة المنجز الأدبي، والصلة بذوي السلطان، المعتنين بالأدب ورجاله، وتهيّؤ الزمان، وأسباب أخرى قد تخفى علينا.

ومن أسباب شهرة بعضهم عندنا اليوم: أن تهيّأ لآثارهم البقاء، والنجاة من الجوائح. فكانت معرفتنا بتلك الآثار سببًا في التعرّض لها، وفحصها، والحكم عليها. أما أولئك الذين انغمرت آثارهم، ولم تبلغنا، فإنّ أكثرهم لنا كأن لم يكونوا، وطُوي ذكرهم، ولا نعرفهم إلا إن جادت المصنفات القديمة بالترجمة لهم، وتدوين بعض آثارهم.

ومن ذلك الصنف الذي اجتاحت نتاجه الجوائح: هذا الأديب الذي ذُكر أن له مصنفات غريبة، وهو أبو السريّ الخزرجي، الذي كان شاعرًا وناثرًا، ذا قدرة شعرية جيدة، واقتدار على النثر، ولا سيّما السرد، على هدى ما وقفت عليه من أخباره.

مشاركة