القصيدة القصيرة جدّا

أشعر أن زماننا هذا أميل إلى التكثيف والإيجاز، لأن الشعر تنحّى عن مقامه الأول وضويق بأجناس أخرى، وغُطّي على أذواق الناس بالعامية والثقافة المختلسة والغبار الفضائي؛ فصعُب على أكثرهم تلقّي الجِدّ، والشعر الفصيح جدٌّ أيُّ جِد! فكان لا بدّ لهذا الشعر من أن ينحاز إلى ما يستحوذ به على أذهان المتلقين ويعيدهم إلى ساحه الكريمة النقية.

ومن سُبُل الاستحواذ أن يجاري الشعرُ عصرَه فيتطبّع بسماته؛ وأبرزُها الإيجاز واللمح والإشارة التي تغني عن قصائد طوال ذوات عدد.

مشاركة