قراءة في ديوان (نسيان يستيقظ) لعبدالله الرشيد
د. سامي العجلان
فاتحة القول:
«عند أول الدرَجْ
شدَّ كفّي إلى كفِّهِّ وعرَجْنا معا
قال: لا تلتفت للوراء وهيِّئ مسيرك للمُنعرَجْ».
(نسيان يستيقظ) / 106
تسعى هذه القراءة لمقاربة النسق الشعري الخاص الذي يحمله ديوان (نسيان يستيقظ) للشاعر عبدالله بن سليم الرشيد، والديوان صادر عن مؤسسة الانتشار العربي لعام 1431ه/2010م، وهو الديوان الرابع من سلسلة دواوين الشاعر المتلاحقة والمواكبة لمسيرته الشعرية الممتدّة على مدى عشرين سنة، وكان ديوان (خاتمة البروق) هو فاتحة هذه الدواوين، وتلاه ديوان (حروف من لغة الشمس)، ثم أعقبهما ديوان (أوراد العشب النبيل)، لنصل بعد ذلك إلى هذا الديوان الرابع الذي تتمحور حوله هذه القراءة.
يقع هذا الديوان في 133 صفحة من القطع المتوسط، ويضم أكثر من خمسين قصيدة ومقطوعة متنوّعة في رُؤاها وموضوعاتها وهواجسها الشعرية، وكذلك في أسلوب نظمها بين القصائد التناظرية ذات الشطرين وقصائد الشعر التفعيلي؛ غير أنّ نسقاً شعرياً موحداً يحكم كل هذا التنوّع ويطبعه بطابعه الخاص، هذا النسق الشعري الخاص الذي حملتْه قصائد الشاعر منذ ديوانه الأول بدا واضحاً جداً إن لم أقل: طاغياً في هذا الديوان الأخير، وهو أحد الأسباب الي دعتْني إلى المبادرة في تدوين هذه القراءة، والحقيقة أن هذا الديوان قد حمل مفاجأة لي في هذا الموضوع بالذات؛ أعني: طبيعة النسق الشعري الذي يصدر عنه الشاعر وتنصهر فيه رؤيته الشعرية للنفس والحياة، وهو الأمر الذي سيأتي تفصيل الحديث عنه في موضعه من هذه القراءة إن شاء الله.
أشير أخيراً إلى أن هذه القراءة ستعتمد مقاربة هذا الديوان في ضوء المسيرة الشعرية الممتدة للشاعر عبر جميع دواوينه؛ مستثمرةً كلّ الظواهر المشتركة بينها. وتنظيماً محاور هذه القراءة سأعرضها عبر فِقَر مستقلة يتناول كلٌّ منها ملمحاً محدّداً من ملامح التعبير الشعري في هذا الديوان.