شمس وراء الغمام

منذ حين، قد يبلغ العَقْدين، أسمعني شابٌّ حييٌّ لطيف المظهر والمخبر، بعضَ قصائده، واختلف إلى مكتبي بضع مِرار، إبّان عملي في كلية اللغة العربية بالرياض، وشَدَهني ما سمعتُ، إذْكان في غَيْسَان صباه، وعنفوان فتوّته، وما سمعتُه منه يوهمُ أنه ينتحلُ الشعر، وأنه ليس من مَقُوله، غير أني أدركتُ أنه من بُنيّاته اللطاف، وخرائده الظّراف، ووقر في قلبي أنْ سيكون له شأن في الشعر؛ إذْ كانت قصائده ملوِّحةً بمولد شاعر شاعر، وأنّه يصدرُ عن موهبة فاذّة، ومعرفة متقنة بعالم الشعر.

ثم رآيته ينشر بعض شعره، ولم يلقَ الحفاوة اللائقة به، وفي هذه السنين المتطاولة، كان يبعثُ إليّ بين الفينة والفينة قصائد، يلتمس فيها الرأي، ويتواضع لي، وهو أقدر مني على معرفة الجيّد من الرديء، فكنت أحضُّه على النشر، حتى يجد شعره متنفَّسًا، ويلقى الإشادة التي هو أهلها.

مشاركة