عنوان في الهامش

حرص القائمون على المجلة العربية -وعلى رأسهم الأستاذ حمد القاضي- على التواصل المستمر مع بعض الكتَابِ، الذين هم من النخبة، كأبي عبدالرحمن بن عقيلٍ الظاهري وغيره، وذلك بإعطائهم أعمدةً أو زوايا مستمرةً للكتابة فيها، وحسناً فعلَ إداريّو المجلة.

والأمر الذي أريد أن أصل إليه هو الكاتب د.عبدالله بن سليم الرُّشَيد -طاب ذكره- فمن خلال متابعتي لما يكتبه في المجلة العربية، وغيرها؛ وضح لي أنه قامةٌ أدبية سامقة؛ لأشياء، منها:

أنه مثقّفٌ تظهر ثقافته من خلال كتاباته، ولا يكتب ليُقال: إنه كتب.

وكاتبنا د. عبدالله الرشيد منهجه الأدبي منهجٌ مستقيم -كبقيّة كُتّاب المجلة-، وهو مستوفٍ في مقالاته الجوانبَ التي يتحمّلها المقالُ، وملمٌّ بأطراف موضوع مقاله، وليست مهمّتُه تلطيخ مقالاته بأسماء شعراءَ وكتّابٍ غربيين؛ ليُوهم القارئَ بأنه مثقّفٌ، وأظنه كلما أراد أن يكتب يدقّ في صدره ناقوسُ هذا السؤال: لماذا نكتب؟ وهو من الصفوة الذين يملكون إجابةً شافيةً لهذا السؤال المتمرّد إلحاحاً.

ومما يُحمد له أنه يخاطب كلَّ طبقةٍ بمستواها الفكري.

وهو شاعرٌ معروف متفرّدٌ من حيث لغتًه وأسلوبه، وهو من شعراء المعاني، الذين لا يُغلّبون الألفاظ المجلجلةَ على المعاني، بل يعطي الصورة حقَّها ويعطي المعنى حقّه، وديوانه (حروفٌ من لغة الشمس) خيرٌ شاهدٍ على ذلك، ولا أعني بتفرُّده في لغته كونَها جميلةً دائماً، بل إنّ بعض الألفاظ تردُ عنده (نشازاً) ويدلّ ورودها ذلك على تكلُّفٍ ممجوج، وترد عنه بعض التراكيب الغامضة غموضاً معتماً، وليس شفافاً.

مشاركة