من أنماط التلقي لإصدارات الأندية الأدبية

قُدّمت في ملتقى العقيق السادس – نادي المدينة المنورة الأدبي – رجب 1436هـ / مايو 2015م

في السنتين الأخيرتين (1435–1436هـ)، احتفلت بعض الأندية الأدبية بمرور أربعين عامًا على إنشائها، وكفى بهذا محفّزًا على المراجعات، والتطلّع إلى آفاق أرحب تُتجاوز فيها الإشكالات، ويُطمح فيها إلى تغيير إيجابي يحقق الأهداف على نحوٍ أفضل.

ومن هذه المراجعات التي أرى أن تلتفت إليها الأندية: النظر في نشاطها في مجال النشر، وتأمّل وقع منشوراتها على المتلقين، وانطباعاتهم عنها، وفحص ضروب التلقي لها؛ لأن دراسة التلقي بالمفهوم الحديث تسهم في رصد صدى الأعمال الإبداعية والعلمية، وتعمق أثرها في المتلقين.

وذلك أن “اهتمام نظرية التلقي بالقارئ والقراءة التواصليّة” هو ما يكشف أنماط التلقي، والعلاقة بين النص والمتلقي، وتنوّع السنن وتطوّرها. ويأتي مصطلح “القارئ الضمني” في هذا السياق، وهو مفهوم إجرائي ينمّ عن تحوّل التلقي إلى بنية نصية، نتيجة للعلاقة الحوارية بين النص والمتلقي.

القارئ الضمني هو الذي يسيطر على ذهن المنتج أثناء إعداد عمله، فيكون له تأثير مباشر في توجيه شكل العمل ومضمونه. وبهذا يصطبغ النص بصبغته، ويؤثر في طريقة تلقيه.

وبما أنني لا أستعرض هنا النتاج الذي أصدرته الأندية مفصلًا، فسأتخذ مصطلح “المتلقي الافتراضي” الذي يستحوذ على الاهتمام عند تلقي هذا النتاج بشكل مجمل.

مشاركة